الشبكة الجديدة للأجور: إهانة كبيرة لأسلاك القطاع الثقافي
اسماعيل غموقات. الخبر. 11/03/2008
أثارت التصنيفات الجديدة للأسلاك التقنية التابعة لقطاع الثقافة التي أعلنت عنها الصحافة الوطنية مؤخرا ردود فعل مستنكرة لدى أغلبية موظفي القطاع، وخصوصا مفتشي التنشيط الثقافي والفني والمستشارين الثقافيين والمكتبيين والمنشطين الثقافيين. فالآمال التي كانوا يعقدونها على الشبكة الجديدة للأجور التي انتظروها طويلا بفارغ الصبر سرعان ما تبخّرت وأصيبوا بخيبة كبيرة، وهم يكتشفون أن تصنيفهم الجديد قد تدحرج بهم إلى أدنى المراتب عوض أن ينصفهم ويعيد لهم الاعتبار وينزلهم منزلة في مستوى المهمة النبيلة التي يضطلعون بها. والحقيقة أن من يطلع على التصنيفات الجديدة لموظفي هذه الأسلاك، يكتشف أنها كانت بمثابة إهانة كبيرة لهم، فبمقارنتها مع تصنيفات أسلاك مماثلة في قطاعات أخرى كالتربية والشباب والرياضة والتكوين المهني نجد أن الفارق كان كبيرا، والخسارة كانت فادحة بالنسبة للأسلاك التابعة للقطاع الثقافي، رغم أن مستوى بعض الأسلاك في قطاع ثقافة أعلى من مستوى مثيلاتها في القطاعات الأخرى. والدليل على ذلك أن من بين الشروط المطلوبة للترقية من سلك المستشارين الثقافيين لسلك مفتشي التنشيط الثقافي والفني تقديم بحث ثقافي تتم دراسته من طرف لجنة مختصّة تعينها وزارة الثقافة، ولا تقع الترقية إلا اذا رأت هذه اللجنة أن البحث المقدم لها يؤهل صاحبه للترقية عن جدارة واستحقاق. ومن الواضح أن تقديم بحث ثقافي للحصول على رتبة مفتش يعني أن الحاصل على هذه الرتبة هو باحث بكل معنى الكلمة. وهذا ما لانجده في القطاعات الأخرى التي تتم فيها الترقية عن طريق التربص أو المسابقة. مما يؤكد أن مستوى مفتش التنشيط الثقافي أعلى من مستوى أسلاك القطاعات المماثلة.
وبالتالي فإن المنطق يقتضي تصنيف هذا السلك في مرتبة أعلى من أسلاك المفتشين في قطاعات الشباب والرياضة والتربية والتكوين. ولكن الذي حدث هو العكس تماما، حيث تم تصنيفه في السلم 12 بعدما كان في السابق في الصنف 16 القسم 5، أي أنه هبط بخمس درجات تقريبا في السلم إذا أخذنا في الاعتبار موقعه السابق في القسم. وهو ما ينسحب أيضا على المستشارين الثقافيين الذين خسروا أيضا أربع درجات كاملة؛ حيث تم تصنيفهم في السلم 11 بعدما كانوا في السابق في الصنف 15 القسم .2 ونفس الشيء ينطبق على المكتبين الذين صنفوا في السلم 11 بعدما كانوا في السابق في الصنف 15 القسم .2
وبذلك خسروا أربع درجات في التصنيف الجديد. ولمعرفة حجم الخسارة التي تعرضت لها الأسلاك التقنية التابعة لقطاع الثقافة، يكفي أن نذكر أن سلك المفتشين في قطاع الشباب والرياضة تم تصنيفه في السلم ,14 مع أن مستوى هذا السلك أدنى بكثير من مستوى نظيره في القطاع الثقافي. وينسحب ذلك أيضا على أسلاك مفتشي التربية حيث صنف المفتشون العامون في السلم 15 ومفتشو الابتدائي والمتوسط في السلم 14 بفارق ثلاث درجات ودرجتين.
وهو أمر غير منطقي إذا أخذنا في الاعتبار أن مستوى المفتش الابتدائي أدنى بكثير من المستوى الحقيقي لمفتش الثقافة. دليل آخر على فداحة الخسارة التي تعرض لها موظفو القطاع الثقافي، وهو أن أستاذ التعليم الثانوي الذي كان مصنفا في الصنف 15 القسم 2 أصبح تصنيفه الجديد في السلم 12، أما الراتب الذي أصبح يتقاضاه فهو يفوق بكثير راتب مفتش التنشيط الثقافي والفني الذي كان في السابق يفوقه بدرجتين في التصنيف.
